لن يكون عدم مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس الامم الافريقية
القادمة 2012 هو نهاية العالم، فالانكسارات في كرة القدم لن تنتهي ولكن
ايجاد الحل الامثل للخروج من الازمات هو الترياق الذي يعطي الامل للجميع في
مواصلة المشوار.
تعادل المنتخب الاخير امام جنوب افريقيا اثبت ان الفريق بحاجة ماسة
للتغيير علي كافة الاوجهسواء في الجهاز الفني او في تشكيلة اللاعبين الذين
فقدوا الانسجام فيما بينهم بشكل واضح وصارخ.
مطلب التغيير ذلك القي بظلاله علي جميع المناقشات التي تلت الخروج
الرسمي للمنتخب من التصفيات حيث بدأت الاقتراحات تتبادل وتتراوح من بين
افضلية الاستمرار في الاعتماد علي المدرب المصري او العودة للاستعانة
بالمدرب الاجنبي.
وهذا الملف ليس بجديد علي الكرة المصرية بوجه عام فهو مفتوح منذ
الثمانينات وبالتحديد من فشل المنتخب في الوصول الي كأس العالم لنسخة عام
1986، ومنذ ذلك العام لم تخلو سنة واحدة من مشاكل للمنتخب سواء علي صعيد
النتائج او علي صعيد اختيارات اللاعبين او مشاكلهم .. الخ.
وبالطبع طالما تعددت المشاكل، يكون منطقيا ان تتعدد الحلول علي مر هذه
السنوات التي قد تشعر فيها بأنك رأيت كل ما يمكن تصوره وتخيله قد صنع
للمنتخب ومع ذلك ظللنا نسير علي سطر ونترك سط.
السؤال الاهم حاليا والذي يجب التركيز عليه " ما هو الهدف القادم؟"،
والاجابة علي هذا السؤال يجب ان يحددها اتحاد الكرة المصري المسؤول عن
اللعبة، هل هدف المنتخب الاستمرار في السير باسلوب "البركة" و"دعاء
الجماهير" في مشاركاته القادمة ام الهدف هو وضع خطة عمل جادة ومحددة للوصول
الي هدف محدد تم وضعه قبل بفترة طويلة؟
والاجابة المنطقية لهذا السؤال ستكون تكون واضحة وهي "الوصول لكأس الامم
الافريقية 2013 والتي من المزمع اقامتها في ليبيا بالاضافة الي كأس العالم
2014 بالبرازيل".
السؤال الاهم من ذلك سيكون " ما الخطة التي من خلالها نستطيع الوصول الي
هذا الهدف" والاجابة المباشرة التي يجب الرد بها بدون اي تردد هي " تطبيق
اسلوب النادي الاهلي في ادارة ازمات فريق الاول" والتي اثبتت نجاحها علي مدار العشر سنوات الاخيرة.
ادارة الاهلي لازماته الافضل دائمافمنذ عام 2000 وحتي عام 2010 مر النادي الاحمر بأزمتين واضحتين كانت
البداية مع فقدان الفريق هيبته الكروية وبالتالي فقدانه للعديد من البطولات
في بداية الالفية الجديدة وبالتحديد من موسم 2000-2001 وحتي 2003-2004
ويمكن استثناء موسم 2001-2002 والذي قدم فيه الفريق افضل اداء خلال هذه
الفترة في ولاية مانويل جوزيه الاولي.
الازمة الثانية كانت مع بداية الموسم الجاري عندما اصبح الفريق "ملطشة"
سواء للفرق المحلية او الافريقية، فعلي الرغم من فوزه ببطولة الدوري الموسم
الماضي الا انه واجه فشلا ذريعا في البطولة الافريقية وكأس مصر وبداية الدوري الحالي.
وعلي الرغم من تباطؤ الادارة الاهلاوية في حل ازمات فريقها، الا انه
يحسب لها الحزم والسرعة في اصلاح الفريق وقت وقوعه بالاضافة الي وضع اهداف
مستقبلية يتم تحقيقها خلال فترة زمنية معينة.
وبناء علي ذلك، وجدنا الاهلي يصحو من كبوته في بداية الالفية لينطلق
لاعتلاء عرش الكرة المصرية والافريقية لاربع سنوات متتالية بدون ادني
منافس، الامر الذي مهد له الدخول لمصاف الاندية العالمية سواء بالمشاركة
المتتالية في كأس العالم للاندية او بالدعوات المتتالية التي كانت توجه له
للعب مباريات ودورات دولية امام فرق كبرى مثل برشلونة وسيلتيك وباير
ليفركوزن وغيرهم.
هذا الاسلوب في حل الازمات هو ما يحتاجه المنتخب الوطني حاليا الذي اصبح
بلا شك في حاجة لعمل تغييرات وتعديلات كثيرة في اسلوب ادارته اذا اراد
فعلا الوصول الي كأس العالم وهو الحلم الذي يفوق حاليا حتي الوصول للعب في
كأس الامم الافريقية.
واولي هذه التغييرات تحتم ان يتم تغيير الجهاز الفني بالكامل واستقدام
مدير فني اجنبي قادر علي وضع خطة تقود الفريق لمونديال 2014، فعلي الرغم من
بزوغ اكثر من مدرب مصري في البطولة المحلية الان ان الدفع بأحدهم حاليا
لقيادة دفة المنتخب سيكون مخاطرة كبيرة غير محسوبة، لان الاجادة المحلية لا
تعني علي الاطلاق الاجادة الدولية بالظبط كما شاهدنا لاعبين كثيرين في
مباراة جنوب افريقيا كنا نشيد بهم منذ اسابيع قليلة في مباريات الدوري
المصري وصعدنا بهم الي اعلي سموات التقدير ثم فوجئنا باداء فني هزيل وساذج
في الاختبار الدولي.
مرة اخري، الحسم والسرعة في وضع خطة طويلة الامد للمنتخب يكون هدفها
الاكبر الوصول الي مونديال 2014 هما كلمة السر اللتين يجب ان يعتمد عليهما
اتحاد الكرة خلال الساعات المقبلة لتقرير مصير المنتخب والا .. ستطول فترة
الانكسارات لامد لا يعلمه الا الله.
رابط التقرير الأصلي